نداء النجار تكتب: القضية الفلسطينيه في مفترق الطرق
![]() |
نداء النجار |
بواسطة فريق: إيجي جيت نيوز
قدر لنا أن تكون بلادنا مركز العالم السياسي ولأجل ذلك كانت و مازالت الأعباء جسيمة علي كاهل كل من حمل القضية داخل أضلاعه، المنطقة حقا ليست علي برميل بارود كم يقال بل على فوهة بركان و الفرق جلَي، عندما تكون، وكما يقال المشكلة علي برميل بارود فالمقصود بها مشكلة ما في ظروف طارئة واستثنائية وصلت لمنعطف خطير وربما كان أحد الحلول إشعال الفتيل و تدمير الهيكل وبناء هيكل جديد
فوهة البركان هو مجاز عن أزمة متجذرة في العمق وقديمة والمأزق الفعلي يبدأ بإنفجار البركان ولن يوصف أبدا ببداية النهاية أو الحل، وربك وحده العالم متى يخمد هذا لبركان
كان لا بد من هذا الاستهلال لكي تكون المعاني بين أسطر هذا المقال واضحة للقاريء، دخلت الأمور في حالة تسارع الأحداث التي باتت أسرع من الإيقاع السياسي للحلول المقدمة لإنهاء حالة السعار التي تنتاب اليمين الإسرائيلي الراغب بقيادة الأزمة للحرب الإقليمية الواسعة بالمنطقة قناعة منهم أن الظروف الحالية مواتية لدفن الوجود التمثيلي للفلسطينين في فلسطين بشكل قطعي ونهائي، علي الأقل حاليا في غزة وليس في الضفة
تجمعت العوامل لتخدم التيار اليميني الإسرائيلي لإنهاء الملف الغزاوي، فالخلل الناتج عن فراغ الفعلي في الحكم الرئاسي في البيت الأبيض لم يأتي من إقتراب الإنتخابات الأميريكية التي تلهي الساسة الأميركيين عن أي ملف خارجي فقط بل حالة الإرباك الناتجة عن إنسحاب بايدن من السباق الرئاسي الذي أنتج فراغ فعلي غير محسوب كعادة الفترات الإنتخابية للرئاسة الأمريكية، مما واتى الفرصة لغلاة اليمين الإسرائيلي الممثلين ب (بن غفير و سموتريتش) الذين يقبضان علي مفاتيح بقاء نتنياهو في السلطة التي بوجودها هو محمي من الملاحقة بتهم الفساد ووقوفه علي عتبة دخول السجن
هروب اليمين الصهيوني إلى الأمام برغبة الضغط على فلسطينيي غزة بالنزوح لسيناء هو الحل الأمثل لطي القضية الفلسطينية في جنوب الكيان، فمنذ بداية الأزمة والهجوم الإسرائيلي علي غزة والجانب الإسرائيلي يسخَر كل الوسائل المباشرة بتأزيم الوضع الميداني علي النازحين الفلسطينيين والقيام بمجازر غير مبررة بحجة ملاحقة مقاتلي حماس وتصفيتهم و الدفع بالسكان للحدود المصرية للضغط علي الحكومة المصرية بالعامل والرابط الانساني و الأخوي
فمنذ قيام حكم الإخوان والذي ثبت لاحقا بالوقائع وضوح مخطط لبيع مساحات كبيرة من الأراضي في سيناء ووضوح النية المبيتة لاستخدام هذه الأراضي لتحقيق الرغبة في نقل سكان الجانب الغزاوي إلي الجانب المصري، بدأ الضغط الممنهج علي مصر في تمرير هذا الملف ما وضع القيادة في مصر أمام تحديات تواجه حتى كتابة هذه الكلمات تحديات جمة اخلاقية كانت أم عقائدية تمس بالسيادة المصرية من جهة ومن جهة اخرى الحرص والامانة الوجدانية على دعم حق الشعب الفلسطيني في وطنه وابقاء حقه التاريخي بكيانه وأرضه، تحديات تفاقمت بمجموع التداعيات الإقليمية والعالمية المتدحرجة من حرب أوكرانيا مرورا بأحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) حتى مفصلية إغتيال هنية التي فتحت باب الرد الإيراني الحتمي حسب التصاريح الرسمية في إيران، فعملية اغتيال هنية تضع المراقب أمام اشكالية فكرية تحليلة في قرار الاغتيال الصادر عن مركز القرار في إسرائيل في صوابية و جدوى الإغتيال والأهم التوقيت
الإشكالية التحليلية تتجسد بفكرة، هل توقيت الإغتيال الذي سوف يستوجب رد إيراني غير مسبوق مرتيط بكرامة و كبرياء حكام إيران و مرتبط بظرف امثلي في ظل فراغ في رأس هرم سلطة القرار الامريكي أم هو خطوة في الفراغ من الإسرائيلي، الجواب على هذا السؤال مرتبط بشكل ما بالقدرة الحالية لدى الإسرائيليين العسكرية في صد الهجوم المرتقب من الجانب الآخر و مدى فاعليته في تسخيف الإنتقام، بالقياس مع الرد السابق للهجوم الإيراني ردا عل ضرب القنصلية الإيرانية بدمشق فـان الآمال من قدرة الدفاع الإسرائيلية تبدو الآن أكثر تواضعا مما سبق خاصة بردود الأفعال الأكثر فتورا من قبل الحلفاء والأصدقاء للجانب الإسرائيلي في إسناد الدفاعات بصد الهجوم هذه الحالة تلح بالتفكير على صوابية عملية الإغتيال
وبنظرة شاملة علي الوضع العسكري و الاقليمي الذي تواجهه إسرائيل ومع الاستنفار الأمريكي بإرسال أعداد هائلة من القوات العسكرية للمنطقة,يتوضح نوع تطور الخارطة السياسية العسكرية في المنطقة لموازيين القوى العسكرية لإسرائيل والحلفاء، بالنسبة للحلفاء أمريكا في مرحلة البطة العرجاء من الحكم (وهي مرحلة شلل الإدارة الأمريكية قبل نقل السلطة في البيت الأبيض) بالإضافة الغرق مع كامل الناتو في حرب أوكرانيا
على الجانب الآخر نجد أن الأحداث خلقت حالة غير مسبوقة من الصراع مع إسرائيل والذي أسقطت الحالة السابقة (الصراع العربي الإسرائيلي)وهو صراع أخذ الطابع الديني الجهادي التكليفي بدل الطابع القومي والذي تُبع بخلق معادلة ذات ادوات ووسائل صراع استلزمت معها تطوير أدوات الاشتباك
كل ما سبق يصل إلى مفترق قرارات أو اتجاهات تنتظر الإقليم مرتبطة بماهية الانتقام الإيراني والرد الموعود من الإسرائيلي الذي يهدد بالحرب الإقليمية الشاملة، أم الأمور هي ليست سوى عملية مخاض مضبوط للوصول لصفقة إنهاء الهجوم الهمجي و الغير أخلاقي علي مدنيين أهل غزة
قادم الأيام هي الجواب..
نداء النجار